المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢١

حسرة على عُباد

 حسرة على عُباد  طارق الصاوى خلف فركت يديها، حدقت  بدهشة وتعجب فى سحنة وجهه، سبحت بزوارقها السريعة فى تقاسيم ملامحه، لاحظت انقباض حدقة عينه اليمنى قليلا،  تقطب جبينه، أعترته رجفة، كأن سؤالها سكين جزار حز عنق سكينته ،  أجابها  بمرارة : ترك لنا  الآباء ميراثا  ملعونا يتحمله  كل فرد فى عائلتنا ،  ُيسلمه مع الجينات السالبة السلف  إلى الخلف .  وضع رأسه بين راحتيه ، شرب كوبا من الماء المثلج ، أكمل حكايته . "أصاب اليأس كبار الأطباء أجمعوا " لا علاج  للداء "  لم نسمح للإحباط  أن يغلق نوافذ الرجاء ،  جرب من سبقنا للمعاناة  نظرية الأنتخاب الطبيعى لوقف المنحنى الهابط .. رمينا خلف ظهورنا شروط  التزاوج   أسقطنا من تقاليدنا الارتباط ببنت العم ، أو ذات الحسب  إلتزمنا بشرط وحيد " نكس رأسه .. صمت برهه. " طول قامة  الفتاة  أو السيدة ،  عرض منكبيها  لا يهم لون البشرة أو الجمال " ضرب المكتب بقبضة يده .. أختنق صوته  وقف ، قال : ⦁ الحل العلمى الموثوق به   لم  يؤت  ثماره أو يفلح  فى فك شفرة نحس يلازمنا    . وقفت جواره تتراقص فخرا  بفارق القامة بينهما، باغتها  شيطانها بالنطق ع

دراسة نقديه لرواية (الكنز) للكاتب / سالم محمود سالم

صورة
دراسة نقديه لرواية (الكنز)                                 للكاتب / سالم محمود سالم بقلم/طارق الصاوي خلف    هى رواية "للمؤلف سالم محمود سالم" مدهشة فى صياغتها وتقسيم فصولها ومقاطعها وفى ترتيب أحداثها وفى تسمية شخصياتها، السرد فيها هو الحوار الذى امتطاه الكاتب ليصل إلى غرضه. ويمتاز الحوار بجملة القصيرة الكاشفة  للأحداث و يتستخدم تراكيبها اللغوية فى رفع وتيرة التصعيد الدرامى و التشيبك بين اللغة و الصورة الجمالية التى تترسب فى عقل القارئ و تجعله عنصرا مشاركا.  مكان الرواية  قرية مصرية مثلها كمئات القرى فى الوجه البحرى على وجه الخصوص. يعبر بجوارها نهر النيل الخالد. أزّقتها ضيّقة وملتوية كشق الثعبان. مركزها الجامع الكبير الذى تبدأ منه الأحداث و تنطلق منه الشخصيات ويمثل تيمة الضمير ورواده تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى.  أشخاص وأحداث:  البطل الذى لا ينازع أستاذ التاريخ الذى ينتظر عودة التتار الذين يراهم فى الهواء عبر الأثير، والذى يُظَّن به الجنون فيُطرد من التربية والتعليم ويشتغل فى المركز فى الفاعل أو المعمار ليتحصل على قوت يومه ولا يعرف سرّ الكنز المدفون فى داره. حتى يأتى مصباح أفندى

نص من مسرح المواجهة

 أم الدنيا نصوص من مسرح المواجهة للكاتب حسن الأمأم           بقلم : طارق الصاوى خلف تصدير فى المواقف المصيرية للأمم يصطف المثقف تلقائيا ضد اعداء الوطن. بين المؤلف الكتاب حين يتطلب الأمر من المثقف الاختيار والانحياز فإنه يوجه بصره تلقاء قبلة الوطن ويشرع قلمه سلاحه البتار فى وجه خصومه. و المسرح منذ أرسطو حتى الآن كان وسيلة ناجعة لبث الوعى و أصبح فى روما أداة لتجميع الآراء و اعتبر المؤرخين للأدب أن المسرح أبو الفنون حيث جمع بين الكلمة والصوت والصورة بل أشرك المشاهد فى متن النص هكذا بدأ الكاتب حسن الامام سطره الأول فى مسرحيته أم الدنيا بغرض تجميع الجمهور بالصلاة على النبى . وهى تقنية من ممارس للاخراج المسرحى و باحث أيضا فى الثقافة الشعبية و له كتاب قيم عن الحنة السويسى التى تفتتح اناشيدها بالصلاة على النبى قدم لنا المؤلف ثلاث مسرحيات تنتمى الأولى لمسرح المواجهة بغرض إيقاظ الوعى وهى أم الدنيا و المسرحية الثانية تقطف لنا ثمرة من أيكة الأسطورة المصرية القديمة و تعرض لنا جولة من الصراع السرمدى بين الخير والشر بعنوان " إيزيس ملكة " لنصل للمسرحية الأخيرة " عصفور وجرادة&

قراءة فى ديوان عبرات الاسفار

 قراءة فى ديوان عبرات الأسفار للشاعر عبد الله حلمى بقلم : طارق الصاوى خلف تصدير إلَى آياتِ أسْفَاري... إلىَ دِيوانِيَ الأَوَّلْ... إلَيكِ عَروسَ أشْعَاري... فَفِي عَيْنِكِ ما أسألْ                                    عبد الله حلمى  عن الديوان والشاعر الشاعر عبد الله حلمى من الذين اجتذبتهم الحياة فى جنوب سيناء وتنقل للعمل معلما بين وديانها واختار مدينة الطور سكنا موطنا بديلا ومن ثم سنجد شواهد من الحياة الطبيعة الخلابة فى ثنايا ديوانه حيث يذكر الجبل و الجمل وساحل البحر والوادى . درس الشاعر فى كلية الاداب قسم قسم اللغة العربية ومن ثم بدأ فى كتابة الشعر العمودى الموزون والمقفى و كتب مدائح و غناها بصوته العذب الرقيق يكتب الشعر العمودى المقفى لكنه اختار أن يسير مع قافلة الشعراء الشباب رغم تمكنه من العروض والاوزان بحكم دراسته التى لم تتوقف عند حصوله على الليسانس بل قدم رسالة للماجستير بعنوان "الأفعال المزيدة في أحاديث صحيح البخاري القولية دراسة صرفية دلالية" و هذا يضعنا امام شاعر يمتلك ناصية الموهبة وصقلها بالمعرفة كما أنه قام بالتدقيق اللغوى لأعمال أدبية لرفاق الطريق
 رمضان و فجوة الذاكرة لا تسعفنى الذاكرة حتى اتذكر مرة أتى علينا فيها رمضان ونحن فى عز الشتاء سوف اتسامح مع العشر سنين الاولى من عمرى لان اهلى لم يوقظنى للسحور أو يدعونى للصيام على اعتبار أن القلم مرفوع عن الصغير حتى يكبر فى هذه الفترة ربما أتى الشهر الفضيل فى شهر يناير و بهذا على انتظار ثلاث وعشرون عاما حتى يأتي فى نفس التوقيت وبهذا تكون قد بلغ عمرى الخامسة والعشرين لكن ما اذكره أن هذا التاريخ قد أتى فيه رمضان فى شهر ابريل تماما مثل هذا العام و سنة ١٩٨٩ و بالتأكيد فى عام ١٩٩٤ أتى رمضان مع نهاية امتحانات نصف العام حين غادرت سيناء لقضاء العيد مع اهلى كان عمرى وقتها ثلاثون عاما و لا استطيع ان استعيد اى موقف طريف أو أحوال جوية فارسة منعتنى عن صلاة الفجر أو أن العدد فى التراويح كان قليلا . من اليسير على الإنسان فى ظل الطفرة المعرفية و الذاكرة الاليكترونية ان اطبع جدول لبداية شهر رمضان من قرن مضى لكن هذا لن يدفعمى التذكر ربما لسببين أن الشتاء كان سابقا كما حفظنا من دروس الجغرافيا ان الجو فى مصر حار جاف صيفا معتدل ممطر شتاءا  أما السبب الثانى أن رمضان فى الشتاء أتى على فى وقت عشت فيه بغربة و