مقدمة كتاب " أشعار ضى القمر " طارق الصاوى خلف
تقديم كتاب " أشعار ضى القمر" طارق الصاوى خلف
ضى القمر أو نور
سين باللغة الهيلوغروفية يعني ضوء القمر، كما أنه مركب من نور أي ضوء وكلمة
سين مأخوذة من طور سنين اسم جبل فى سيناء وله معنى آخر وهو نوع زهرة برية.
و ارتبط الاسم فى المخيلة بتلك العلاقة الحميمية بين الشعر و القمر و تلك الأواصر التى جمعت بين الصحراء و تدفق
المشاعر و الحاجة للتعبير عن الذات وحفظ التراث و تأريخ الحوادث و ذكر الامجاد
وليس غير الشعر مقصد لقاصد فهو ديوان العرب .
والمشهد الشعرى فى جنوب سيناء متنوع من حيث المدارس الشعرية وأن شهد فترة من الرواج و الانتشار فمن حدود
الوطن قدم الشاعر الراحل أحمد عمارة الشريف لسنوات الفوازير فى إذاعة الشباب
والرياضة و الشرق الأوسط لأكثر من دورة رمضانية وأيضا الشاعر الكبير الذى رحل من
أسابيع قليلة اللواء محمد جمال امين رحمه الله و الذى أصدر أكثر من سبعة دواوين
شعرية و كتب اشعار الليالى المحمدية إضافة
للأغاني مسرحيات عرضت على خشبة مسارح قصور الثقافة واذكر أننا كنا نجلس فى
كافتيريا فندق على بحيرة قارون بالفيوم
وكان معنا د. سالم عزيز و د. حسن فتح الباب و قال الشاعر الراحل محمد جمال قصيدة
عامية و التهبت الأكف بالتصفيق له وطلبوا منه إعادتها فسجلتها إحدى المذيعات و
قالت له إذا كنت بهذه الموهبة العالية فلماذا لا تقيم فى العاصمة ويكون لك شأن بها
و لم تك تعلم أن من سكن الأرض المقدسة يقبل بغيرها بدلا ومن اخر ما كتب
الوحدة تجرحنى
والناس عيونها ازاز
فى الغربة انا محنى
ودروبها تطرحنى
ولا النغم هزاز
و من نادى الادب بطور سيناء عرف المشهد الإبداعي
الأديب
والناقد والشاعر محمد الدسوقى و انطلق
ذكره فى الوطن العربى من خلال ديوانه " أ رأيتم دمشق "
أ رأيتم دمشق
وهى ترتق وجهها
بدموع بغداد والقاهرة
الخافية والظاهرة
علها تسمع عويل جرحها
فى الليل الجهول
علها تستعيد ذكرة
دحر التتار والمغول
لقد توقع
قبل سنوات من الآن أن تنتصر دمشق على التتار الجديد وان تسحقهم بسنابك
خيلها .
أما شاعر الديوان الوحيد
"نقول الآه " و كانا نطلق عليه أبنودي سيناء الراحل محمود الاسوانى الشاعر القوال الذى كان
يهز المسرح بصوته القوى وشعره الشجى
نقول الآه ونتألم
يا ريتنا منها نتعلم
وما نقولهاش
و منذ عودة سيناء والشاعر الراحل
كان مدعوا فى الاحتفالات الجماهيرية التى كانت تقام فى المسرح المفتوح بمدينة طور
سيناء أو بشرم الشيخ وطابا ومن اخر القضاء الذى نشرتها لها فى مجلة صفصافة عندما
كنت سكرتيرا لتحريرها
زمن الغرايب هو ده
اللى احنا فيه
الأخ يبقى
فى وش اخوه
لكن خسارة بيجافيه
والاب لما يقول يا ولدى
ف وقت شدة ما يلاقيه .
أما رجل الدين الراحل وهو لم يهتم
عقده الرابع الشاعر احمد النحال الذى عاش فى دهب لكن مسرحيته الشعرية مثلت على
خشبات المسارح فى الزقازيق و له ديوان مطبوع فى النشر الإقليمى لفرع ثقافة طور
سيناء وكان يبكينا بقيصدته التى أهداها لنجله
الذى لم بره
تاتا تاتا
حبه حبة
قالوا إنه حته منى
قالوا عنه قالوا عنى
لقد كان السابقون من الآباء
المؤسسين للنشاط الأدبى بجنوب سيناء ولحق
بهم شعراء شباب لهم تجارب مختلفة مع الشعر الحر والمنثور أذكر منهم الشاعر عمرو
خضر اسماعيل و الشاعر تيمور هيكل أو محمد ابو رواش كما يحب أن يوقع به على قصائده
ومنها قصيدته المهداه إلى/ داود
عبد السيد
لو كنت عرفتك
أيام ما الواحد
كان لسه منبت
فوق ضهروا عيال
كان وارد جدا نبقى جيران
ومن الجدير بالذكر و التنويه الطبيب الشاعر
يونان سعد الذى يقدم لغة راقية وفكرا مختلف
أصل الحكاية فى العشق والتدبير
على كل مطلع حكاية
تابوت غُلب
وانا اتخلقت للرقص بالنبوت .
ولأن سيناء تجود بثمارها اليانعة
وجدنا من أبناءها شاعرا فاز بجائزة مؤسسة أحمد بهاء الدين وحصل على المركز الأول
فى الشعر سنة ٢٠١٣ ثم اختاره الأدباء
ليكون أمينا عاما لمؤتمر أدباء مصر الشاعر حازم المرسى الذى حجزت إحدى قصائده
مركزا متقدما بين أفضل مائة قصيدة للشعر العامى وكان من ديوانه قصيدة الست الأولى
و بنشرب شاى
و نتقل ف عيار الدخان
تتعصب على ابنك
قال عايز يتفرج
على قنوات الكارتون .
و لأنه متمكن من أساليب الكتابة فقد سطر
رواية "الجبيل" و فاز بالمركز الثانى فى مسابقة دبى للرواية
العربية.
.تمتاز سيناء بوجود نادى لأدب
البادية رئيس مجلس إدارته الشاعر الكبير الشيخ حمدان ضيف الله التربانى وأعتقد أنه
أحد سفراء الشعر النبطي المصرى فى المشرق العربى و له ديوان تحت الطبع أثرت التريث
حتى صدوره أو أفراد كتاب مستقل له لعلى انال شرف الإحاطة بجانب مهم للثقافة
السينائية رغم أننى سوف اعرض لديوان للشعر النبطي بعنوان أسرى مع الهاجس فى سابقة
أزعم أنها على مستوى الوطن .
كما أن المشهد الشعرية فى جنوب سيناء مثير للانبهار بتنوع تجارب فرسانه فقد
أتت مطالعتى شاملة لشعر الفصحى والعامية و الشعر الحر و وافتخر بالشعر النبطي
الأصيل
والدواوين التى سيتوالى عرضها عبر صفحات هذا السفر هى :
1- نقوش على راحة القلب. أ أبراهيم صبحى المرسى
٢- الشعر عزائى و نجواى
الشيخ سلام مدخل سليمان
٣- عبرات الأسفار
أ عبد
الله حلمى
٤- مطب سيناوى
أ رأفت يوسف
٥- عيناها المسدلتان على أبطال الملهاة
أ أبراهيم
صبحى المرسى
٦- أنا البحر أ عبد الله عشماوى خلاف
7- سد الرمق أ
خضر اسماعيل
8- أسرى مع الهاجس الشيخ محمد عبد الكريم الدلح
لا أزعم أننى استطعت استحضار الشعراء الذين مروا على نادى الأدب بطور سيناء
جمعتنى بهم الأمسيات الجميلة و الذكريات النبيلة و الشعر ، حل ضيفا على
ذاكرتى الشاب النحيل الشاعر محمود عزمى و الشاعر التلقائي فؤاد احمد فؤاد و الزجال على أبو ربيع و غيرهم
الذين لم تسعفنى الذاكرة و أوراق سجلت فيها بعض المواقف و أعداد
من مجلة صفصافة كنت سكرتيرا لتحريرها عدت إليها فلم أجد فيها المزيد .
اتمنى أن تكون رحلة القارئ الكريم مع الكتاب ممتعة و أن أسد ثغرة فى
المكتبة العربية و الاعلام بشعراء يستحقون الإشادة وهم يسعون بكل طاقتهم الإجادة و
منهم من وصل للريادة
اتمنى أن تكون رحلة القارئ الكريم مع الكتاب ممتعة و أن أسد ثغرة فى
المكتبة العربية و الاعلام بشعراء يستحقون الإشادة وهم يسعون بكل طاقتهم الإجادة.
طارق الصاوى خلف
طور سيناء
تعليقات
إرسال تعليق