تعليق د. J iny foad على قصة قصيدة
كتبت قصة بعنوان قصيدة و نشرتها فى مجموعة واحة القصة القصيرة
وقد شرفت بتعليق لكتاب كرام ومبدعين متميزين و كما استفيد من حضورها الراقى و مطالعتها الرائعة للنص و رؤيتها الابداعية فى نقدها لها اتشرف بنشر القصة تعليق د. جنى فؤاد عليها
قصيدة
حثه بلبل الشعر على البوح، حك بظفره جلده، قدح ذكرياته، لم تواته سانحة تلهمه مفتتح للقصيدة ، دار كنحلة فقدت طريقها للخلية بين المقاهى، مسح غبار صورتها، استحضر وداعتها، تسربت من حياته كأن لم تكن ملكة على عرش لياليه، .طوى ورقة ليسطر عليها مطلع تجمعت حروفه بخياله، نفرت غزلان الفكر من الصياد، لاعبته كفتاة ليل تضع قدميها على أول طريق الانحراف، ارتد بمخزون قلقه لعشه، زقرقت عصافير الماضى على شجرة عقله، بدد هدوئها اندفاع تيار مشاعره تجاه نهرها، صهد رأسه مع تواتر الصور البلاغية ، اختفى القلم من الطاولة، قهقه شيطانه، لف حول نفسه، قلب الغرفة عليه بلا جدوى، أطل من النافذة، ثوى ضجيج الشارع فى سروال النوم، دس يده ليسحب سيجارة من جيبه، خرج القلم، بصق عليه.
كتب "عينيها" صهلت خيول معدته، تفكك نسيج الجمل الواردة، عجز أن يضيف حرفا، أعد فنجان قهوة، ارتشفه بتلذذ، توارى خلف سحابات الدخان، شعر بالنعاس، دفن رأسه تحت الوسادة، عزفت ألات نحاسية لحنا مزعجا، غسل وجهه، تقاطرت كلمات ذات جرس موسيقى على شفتيه، هرع ليسجلها على هاتفه، طالعته رسالة تبلغه بنفاذ شحن البطارية.
طارق الصاوى خلف
رأى أ د. Jiny foad
تحياتى استاذ طارق ..
نص جميل كما اعتدنا فى نصوصك القيمة .. ليس فقط لفضل التجوال داخل دهاليز اللحظة وهذه القدرة المبهرة فى القبض عليها .. بل ارتكازا على انطباع ترسخ لدى المتلقى وكأنها رسالة مضمرة .. فكرة الخلق والإبداع ذاته .. فكرة التجوال داخل أروقة الميلاد ذاته .. عبر السنوح والمراودة تارة عبر الحث والقدح والقنص والإنفلات تارات .. عبر السفر الذى يفر لاجئا لكى يعود ملهما محملا ..
اللحظة السردية عبر هذا النص اللاهث وداخل دهاليز انبثاقه لم تغترف من الحاضر المحتشد فقط .. بل راحت تغترف من نبع هاجع لم يجف .. نبع مدرار تختلف روافده وطقوسه فى نفس كل منا .. هذا التطواف الوجداني القادر على الإغتنام قدرته على الطوى والإلتقاط !.. إنها لقدرة استثنائية تتميز بها نصوصك استاذى .. تلك الديناميكية التى تمتطى صهوة الفعل الذى بالكاد حدث وبالكاد عبر ولتوه غادر إلا أن الأثر يبقى جاريا فى ساحة اللحظة الآنية .. أو كما صاغه تعبير ادبى متفرد "إنها حياكة الماضى التى تبنى حكاية الحاضر ".. حياكة رشيقة على قدر الأثر الواضح فى إيقاع الخطوة الحاضرة الموحية .. صور بلاغية تواكب أزوف الفكرة .. صهد الفعل يشدنا نحو طاقته وقدرته .. أزيز الإعتمال حملته لنا تلك النحلة الشغوف ..
بلبل وحرف وذكرى ..
عش وعصفور وفكره ..
قلم مراوغ ونديم متربص .. هذه الحالة الخلاقة التى أبدع القلم فى تجسيدها مشهدية وموقف ..
فى غمرة تلك اللحظة المشحونة بكل أطياف الصهد والصهيل أشهدنا هذا النص على ميلاد "قصيدة "!..
تحية إلى الفكر الجميل استاذ طارق الصاوى ..
كل التقدير ..
Jiny Foad أمام هذا التحليل العميق للقصة والذى أكد أن النقد هو فى حد ذاته عملية إبداعية تلقى ضوء ساطع على النص و قد أتت حملكم كقبسات من النور
اصدقكم القول د. Jiny foad اننى لا اجد الكلمات أو العبارات التى اعبر بها عن عظيم امتنان فجزاكم الله خيرا وبارك فى قلمكم وزادكم علما وابداعا وتألقا
تعليقات
إرسال تعليق