دراسة لمجموعة عن الذى اقترب من الأرض استاذنا الشاعر سلام مدخل سليمان

 دراسة نقدية للمجموعة القصصية  "عن الذى اقترب من الأرض " لطارق الصاوى 

بقلم 

ا. سلام مدخل سليمان 

فى هذه المجموعة القصصية يقدم الكاتب تنويعات قصصية ضمن القصة السردية إلى القصة التىى تلخص الحكاية فى سطرين أو ثلاثة سطور وإلى القصة التى تكاد تكون تكون مثلا أو حكمة فلا تزيد كلماتها عن ثمان كلمات  والكاتب فى مجموعته هذه لا يهتم بالحبكة القصيية أو بلحظة التنوير المتعارف عليها ولكن يترك للقارئ جزء من قصته الذى لم يكتبه بصراحة 

فقارئ قصص أو أقاصيص طارق الصاوى ليس هو ذلك القارئ الذى يستلقى على الاريكة أو ذلك الذى يزجى فراغه بكتاب لا يكلفه عناء التفكير فالقارئ هنا لابد أن يكون متفاعلا مفكرا .

من المهم أن ننوه هنا الى اللغة التى يكتب بها طارق الصاوى فهو يلبى بلغة شدشدة الشاعرة بل هى شعر يلتزم التفعيله أحيانا وأحيان شعرا منثورا ولندلل على كلامنا نورد بعض النصوص ونحيل القارئ غلى صفحات بعض القصص نجد ذلك فى ص 12 ، 24، 25، 26 والناوين بالترتيب  " خالد – رهف – رد – رحيل فهى قصائد نثرة يرتدى ثوب اللغة المكثفة التى ترسم فى ذهن القارئ صورا وأخيلة تحتاج عشرات الصفحات من قصة رسالة ص 30 إذا قرأناه بطريقة معينة نجدها قصيدة من الشعر الحر واقصد بالطريقة التقطيع والوقوف على كلمات معينة فلنكتب هذه القصة  كما يلى 

أنا فى يمينك ياعمار الكون فاحكمى 00000 بما شئت فى أسير إنسان عينيك

الظمآن لارتشاف رحيق الحياة 000000 من عناقيد شفتيك 

اجعلى اليوم للمرحمة – انشرى جناح مودتك – على مقيد بظل نجمة  فى فضاء التيه – معلقة بشعاع يتأرجح بين اليأس والرجاء .

هكذا نجد فى كثير من أقاصيص هذه المجموعة فاللغة هنا ليست سردية مشغولة بالتفاصيل ولكنها لغة شاعرة تترك للقارئ مسافة من عالم الخيال توحى به الكلمات من ص 9 مرثية جميلة للام التى تحمل أعباء الأسرة على كاهلها نجد فى ص 8،10 ،  100 هى بالترتيب صهيل -  العزلة – ذكرى هذه القصص تجسد قلق، أزمة  الانسان واحباطاته وعزلته رغم ما أصبح يملكه من وسائل الاتصال الحديثة . أصبح الناس جزرا منعزلة رغم أن الانسان اجتماعى بطبعه لا يستطيع أن يعيش منفردا ولكنها عزلة فرضت عليه فرضا .

لا أنكر أننى فهمت بعض القصص فهى يكتنفها الغموض تبوح ولا تبوح ويتردد الذهن بين معان وافكار كثيرة ولعلها مقصودة من الكاتب فهو ليس معنى بان يقص على القارئ المعانى الجاهزة ولذلك نجد بعض القصص تجنح للاسطورة والفانتازيا إذا جاز التعبير ولنعطى مثالا بقصة الوحش 91 – الشقى 101 – الذى اقترب من الأرض ص 113 معجزة 123 

عن الملاحظات 

لم يضع الكاتب عنوانا لكل تغريدة من تغريداته وخيرا فعل ولكن الغريب أنه وضع عنوانا لكل ومضة قصصية التى لاتتعدى الثمانى كلمات لم يكن له مكان فاصبح ثقلا على الومضة .

فى النهاية لا يسعنى إلا أن أقدم  التهنئة على هذه المجموعة القصصية التى لا شك أنها ستترك أثرا حميدا عند كل قارئ لها أتمنى   له مزيدا من التقدم فى فنه القصصى 

                                                                سلام مدخل سلمان 



تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة فى ديوان لا تنشد المحتاج للشيخ حمدان الترابين لطارق الصاوى خلف

مطب سيناوى للشاعر رأفت يوسف بقلم طارق الصاوى خلف

مطلع العام الثامن والخمسون مع وقفات فى حياتى طارق الصاوى خلف ‏