عن ديوانى سامحوني مضطر ابوح طارق الصاوى خلف
عن ديوانى سامحوني مضطر ابوح
فشلت فى أول العمر أن أكون شاعرا له قيمة فاعتزلته و صرت من كتاب القصة و الحمد لله، اصبحت علاقتى بالشعر كتابة خواطر فى المناسبات.
مضت سنوات طويلة على هذا المنوال قبل أن تتفجر ينابيع الشعر فى صدرى بسيل من السطور المنظومة على لسانى اثر تعرضى لموقفين عاصفا بى هزا مشاعرى المتحجرة فى مصادفة عجيبة أنهما حدثا فى يوم واحد بفارق ساعات.
الموقف الاول
جلس حوارى فى الحاف رجل ستينى اشبعنى وجعا و هو يحكى لى عن يتم طڤولته، قسوة حياته، سخرية الناس من إعاقته ولما حذرته أنه يتحدث مع كاتب قد يستغلها مادة لقصصه إذا به يقبض على راسى براحتيه يقبلها، يرجونى أن اكتب عنه اعطانى رقم هاتفه لكى أبلغه حين انشر ما ساكنيه.
الشر بيطرح ثمره المر
بكل مكان
وانا عمرى ما كنت
ف لحظة جبان
و اللى باع نفسه
ف أول العركة
واد متهوبوش الجان.
سالت من عينى دموع غزيرة، فتحت وانا احاول ان اتصل به ليكمل حكايته فإذا به غير متاح، فكتبت هذه الرباعية موجه إليه نصيحة لم تصله.
بشحن التليفون ليوم السفر
سنين ع الطريق شفت العبر
ولسه مشاوير على لوح القدر
امشيها لحد ما يغيب الخبر
الموقف الثانى
تأثرت فى بداية النهار بحكاية الرجل المسن لكننى كنت على موعد مع عاصفة احتاجتنى على حين غرة بنفس الليلة من صيف ٢٠٢١ بجريرة صديق قديم ادعى الحدب على، و كاشفنى بغته وقد بلغت السابعة والخمسون من العمر أنى اضفت ما فات ولم أحقق ثراء أو مجدا فى حياتى وقد كان محقا رغم قسوته و ضراوته فى هجومه على.
سيف لسانك دبحنى
لما شفت الضهر محنى
لم انم ليلتها تقلبت على زجاج مكسور استرجعت مسيرة حياتى كل ما مر بى يدعونى للفشل لكننى تغلبت على الكثير من العوائق باتباع مبدأ النعالى على المواقف المؤسفة التى وجدت نفسى فى مركزها ليلتها اعترفت لذاتى ولخصت انجازات واخفاقات السنين الخوالى فى هذه السطور الأربعة
و حياة الطاهرة بلاها لوم
انا.عمرى كله قضيته نوم
ف حلم يقظة شبعت عوم
وبنيت قصورى بين النجوم
ليلة نابغية شعرت بفوران عقلى، ثورة فى وجدانى احتجاجا على الحوار و تعاطفا مع كهل التقيته اول النهار،
قطرتنى
كلاب السكة
لانى غريب
و رجلى باينه م الشورت
ملبستش لسه جلابيه
كان لابد.من ايجاد منفذ لتفريغ شحنة من النار والألم أتى من بعيد الشاعر الفاشل فى الماضى لينتشلنى من وحل الموقف ليكون بلسما يبرد حرارة الجرح
وعلى مدى ساعات كتبت قصيدة استغرقت نصف ديوانى الأول واخترت عنوانه مطلع القصيدة الترياق من سم سرى فى روحى فقض سكنونها و رضاها بحالها.
سامحوني
ياروح الروح
سامحونى مضطر ابوح
ايوح وانوح
واكتب ع اللوح
خواطر منثورة و أشعار
راح أقول
و أزرع
ف المقطع راس للغول
عارف اللى يهبش فيه
م اللى أذونى
التحليل النفسى واستخراج مكنونات الذات المختفية فى هوة الذاكرة بداية الطريق للخروج من اى أزمة نفسية طارئة والعودة لحالة الهدوء والسلام الداخلى .
فى سنة أولى
قبل عقلى ما يتفتح للتعليم
معملتش ذنب
و الابلة ما خدنيش على جنب
طلعت روحى معايا
وسط السابوره
وحده الشعر حين ينساب كشلال يترقرق تحت سنا القمر يسبر الأغوار ويكشف الأسرار يمزج بين الحقيقة والخيال فلا تستطيع أن تجزم لايهما ينتمى المقال
رفعت ايدى و الرب شاهد
رميت السلام ما بقيتش اناهد
نجمى انطفى ما ليش اعاند
وبقيت ياوعدى ف ليلى ساهد
تسلط على الشعر سحبنى كالموجة العفية إلى عمق البحر توالت الصور كلوحة تذوب فى تفاصيلها دون أن اكون قد مررت سابقا بتجربتها.
الراحة حلوة
استريح
تحت شمس النار
جوه فرن
بيخبزوا فيه الألم
الصور المركبة المتوالية تشد عصب النص تعطيه رونقا و تعمق المعنى لقصيدة الموضوع الواحد والجو النفسى المفعم بالأرق والألق الذى بولده الخيال القصصي
الجمل
ملك الصحرا
ضهره طق لفوق
م الضنا
اتجمعت فيها حسرته
على شكل قتب
بحذا رقبته المعوجة
فاشمعنى
أنت يتعدل حالك
تعلمت من السرد القصصي أن الحدث الدرامى إذا نقل الواقع تقل قيمته وتتراجع أهميته و لا يحقق الدهشة لدى القارئ ولهذا نجد المفارقة حتى فى الشعر أمر ضرورى.
لما انسحبت م المعركة
صالت خيولهم
وأنت ف نظرهم جبان
فرار
إضافة للمفارقة فإن الصور التى تبدو ساخرة تمنح القارئ خيالات ساحرة لعلها منتزعة من البيئة التى عاش بها الشاعر .
انت اللى أعطاتهم بالسماحة
نقاط ضعفك
قعدوا الغلابة
يحلبوا الجمل اللى نخ
القصيدة التى مثلت أكثر من نصف ديوانى " سامحوني مضطر أبوح" المكون من مائة صفحة و مقدمة تحمل نصف الحقيقة وشعر منقسم بين تجارب حياتية و اخرى سماعية
اللمة حلوة و القاعدة نغوى
والكلمةغنوة ونورها يضوى
والعين تصيب ونارها تكوى
تخلق مشاكل والخلق تجرى
تعجلت دون مراجعة شافية و نشرت الديوان على goole play و google book و حرصت على تخطى ما توصى به قواعد النشر بجوجل واتحت أربعين بالمائة من المحتوى لمن يرغب فى القراءة أو النسخ منه مجانا و من الطريف أننى حددت موعد بدء البيع فى يوليو ٢٠٣٩ إذا شاء الله تعالى.
طارق الصاوى خلف
تعليقات
إرسال تعليق