رسالة لرائد الخير " سامح مدحت" فى ذكراه الرابعة طارق الصاوى خلف

 رسالة لرائد الخير " سامح مدحت" فى ذكراه الرابعة

الشهداء -أيها الحبيب- لايموتون بل يستكملون حياتهم فى قلوب محبيهم وها هو عام من الحزن ينطوى، ستتلوه اعوام يختلط فيها الشعور بالفراق بطلاوة الذكرى، تتيقن فيها النفس وتأخذ العبرة من ابتسامة وجهك المطبوعة تحت اجفان محبيك، ستبقى سيرتك العطرة قطرة فى بحر عطائك يا رائد الخير.
‏ لقد فزعت حين بكت مواقع التواصل وهى تزف خبر لقائك مولاك. كنت يومها بعيدا عن رمل عشق خطوات اقدامك فوقه، عن أرض طيبة مباركة نثرت بذور المودة والتراحم بين أهلها، عن مدينة زاملت فيها والدك، عن عمل كنت فيه معلما وأنت طالبا مجتهدا.
‏تأملت طويلا صورتك على الفيس، ها أنت الأبن البار لأبيك تغادر أحضانه، تنغرس اللوعة خنجرا فى أمله فيك، حدثنا طويلا فى رحلاتنا للتوجيه على المدارس بين مدن المحافظة عنك، اعطانا رقم هاتفك الخاص لنستعين بك فى لحظات الضيق، عودتنا حين نصل كاترين أن تنفتح الابواب و نعبر مكرمة للرائد، تقول بفخر لمن لم يعرفك والدى الاستاذ مدحت فيجيبك بفم لا يجامل و نعم الناس.
‏ الأبن يا- رائد الخير- سر أبيه، وقد رباك على حب الناس والعطف و الجود بما ملكت يمناك، و يوم وداعك بكتك الأم الثكلى لفتاها، الراضية عنه و احمرت عينيها لكن" كما تحكى النسوة فى الأسواق" حين اتتها راعية ايتام كنت تواسيها، مسحت والدتك دمعتها، عبثا حاولت أن تصبرها عن فقدك، والمرأة نظراتها معلقة صورة لك و تقسم أنك كنت تأتيها ولم تعرف اسمك او لقبك او أنك كنت ضابط ملتزم بعملك فى الشرطة.
‏انكشف سرك برحيلك ياسامح حتى اقرب الناس اليك لم يعرف عن افضالك شئ، جف الدمع بعين أبيك وذهل أخيك وصمتت أمك حين امطرت العيون ملح الحزن لاجلك، أعلنت شباب الطور عليك الحداد، وتتبعهم باقى الناس، ولم تفعلها لاحد قبلك، صار مثوى جسدك مزارا لمن عرفوا قدرك.
‏يامن عشت عمرا قصيرا و غادرتنا و مازلت بالنسبة لمن عاشروك صغيرا هنيئا لك ما أسلفت، تركت خلفك حلما كبيرا ومشروعا يحمله على اكتافهم رفاقك كما اصروا على حمل الأمانة .
‏ يانجم الجيل الذى لم يعرف غير طور سيناء مقرا و مدنها الرائعة مستقرا، لا يطيقون الحياة بعيدا عنها، يحرصون على اللقاء، يجتمع على الكورنيش زملاء الدراسة منهم المهندس والطبيب و المحاسب، المعلم والفنان و يكتمل الأنس بحضور ضابط الشرطة، تراهم فى المواقف على قلب رجل واحد قرروا أن يغيروا وجه المدينة الحبيبة، انضم لهم الاكبر و الأصغر منهم سنا وقالوا كلمتهم " الطور بينا احلى مدينة" نزلوا للشارع، سخروا طاقاتهم للخدمة العامة لوجه الله
و الوطن لافرق بين شاب وفتاة جميعهم تطوعوا لنفع الاخرين،

‏يشهد من شاركوك لحظة الانطلاق انك كنت القائد جمعت الزهور المتفتحة فى حديقة الشباب وجهتهم و تواريت خلفهم، كنت الحاضر الغائب فلم يكن مسموحا لك نظرا لطبيعة عملك الذى يستغرق جل وقتك و جهدك ان تقود النشاط لكنك تحاملت على نفسك اقتنصت أوقات الراحة البسيطة الممنوحة لك فى التواصل مع اصدفائك الذين يديرون فعاليات الجروب ، تذلل اى صعوبات تواجه عملهم الانسانى الخالص لوجه الحق، التزمت يارائد جيلك الصمت حتى نطقت برحيلك أعمالك النى صارت بعدك صدقة جارية تعود ثمارها حسنات لك باذن الله
‏يافارسا هجر الاحبة اسمح لى أن اطرح السؤال ماذا لو عشت مائة عام يا رائد ؟ ما عساك كنت ستفعل اكثر مما فعلت؟
‏ أديت فى الدنيا دورك وتعجلت لقاء الله ، خلفت زملائك فى ميدان العمل الأهلى اكثر تصميما على مواصلة مسيرنك فى العطاء.
‏انت الان حى فى الوجدان باقية روحك فى ميادين العطاء و فى مدارات الشرف. بعد أن اديت واجبك تجاه الاهل والوطن.
‏هنيئا لك الشهادة، فقد كتبت بها تاريخا من الفخار لابنتك الغالية علينا تمارا ستبقى ذكراك نور فى القلب واغنية شجية للروح، تشرح الصدر وتبهج افئدة من عرفوك واحبوك مادام بها نبض و طالما خفقت فى جوانحها روح .
‏طارق الصاوى خلف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة فى ديوان لا تنشد المحتاج للشيخ حمدان الترابين لطارق الصاوى خلف

مطب سيناوى للشاعر رأفت يوسف بقلم طارق الصاوى خلف

مطلع العام الثامن والخمسون مع وقفات فى حياتى طارق الصاوى خلف ‏