الشاعر على صقر متى يعود النهر لمجراه طارق الصاوى خلف
الشاعر على صقر متى يعود النهر لمجراه
طارق الصاوى خلف
حتى نلتقى. ، قلبى يحترق. عنوانان لديوانين لأول شاعر أهدانى ديوانه و شرعت أحاول أن اكون ناقدا أدبيا لمن جمعتنا الصداقة والزمالة فى كلية التجارة وقد منحتنى الفرصة لأن اقول للزميلات أن الشاعر اللائى تتهافتن على اقتناء ديوانه الأول ابن قريتى و أننى ساقدمه لهن عندما يحضر للجامعة فقد كان مشغولا بإدارة مشروعه الخاص.
امتلك الشاعر على صقر سمات الشعراء من الوقار فى المظهر و لحية مشذبة و كاب على الرأس و بدله بدون رابطة عنق صوت عذب وأسلوب منمق قدره على الحوار.
كما أن المغامرة بطباعة ديوان على نفقته الخاصة بعدها بشهور طبع ديوانه الثانى والأخير يدل على أن موهبة كبيرة كانت تلح عليه و تحركه و تدفعه للتفاعل الثقافى .
لأول مرة فى قريتنا يتجرأ أحد ويعلن نفسه شاعرا ويعلق إعلانات لديوانه لقد احدثت إحدى قصائده بعنوان " ذات الرداء الازرق" حالة من الجدل بين القراء له فيمن تكون هذه الفتاة وكما قال نزار
اسماء واسماء /ويضيع كل هذا هباء
والمعنى دوما فى بطن الشاعر الذى قال كلمته و صمت ليترك المجال للتأويل و الاقاويل
وتقول عليا احلامى
من قالت ؟ سالنى صديق مشترك لم يكن لدى ردا سوى أننى أحلته للشاعر الذى يبقى دائما المعنى محفوظا بين حنايا صدره .
وقتها كنت اخوض تجربة فى مجال الصحافة الإقليمية حيث تم اعتمادى كمحرر فى مجلة الرافعى ونشرت تحقيقان صحفيان خلال عام عن الثقافة فى الجامعة ونشرت خبرا عن ديوان " حتى نلتقى " و اجريت حوارا مع شاعرنا استمر حتى مطلع الفجر حرص على تسجيله على شريط كاسيت ودونته على الورق لنشره فى مجلة الرافعى التى كان يصدرها الشباب والرياضة و يرأس تحريرها استاذى احمد عزت سليم المفكر المعروف و لانه لم تكن لى فى هذا الوقت أى معرفة بالكمبيوتر و وصفت مسئولة الأة الكاتبة بالمجلة خطى أنه غير واضح و لسوء الحظ أننى بعد تسليمى للحوار للمجلة سافرت إلى معسكرات شبابية لمدة شهر و لما بحثت عته فى المجلة تم ابلاغى بسبب عدم النشر وطلبوه منى ثانية لكن للاسف لم يكن لدى نسخة منه .
لقد كان للشاعر على صقر نشاطا ملموسا فى قريتنا خاصة مركز الشباب رغم أنه لم يكن مهتما بممارسة الرياضة خاصة كرة القدم و تزامن ذلك مع تولى مجلس إجارة جديد لمركز الشباب بقيادة الكابين الاستاذ المحترم عبد الفتاح عبد الخالق شلبى و و أراد تفعيل عمل النادى وتكوين اسر بداخله و تشكلت أسرة المصريون بقيادة الكاتب الكبير الأستاذ احمد جمال الدين سليم ( جمال امين سليم ) وانضم لها ثلثا اعضاء النادى.
و تشكلت أسرة الخلود بقيادة الشاعر على صقر و كاتب المقال نائبه و عقدنا جلسة كبيرة للتأسيس فى صالة النادى تحمل فيها شاعرنا تكاليف ضيافة الأعضاء لقد بدا للجميع أن توجه الأسرة ثقافى فى الأساس و بالفعل نظمنا العديد من الندوات الثقافية إضافة إلى مشاريع نظافة .
وبدت الكفتان متعادلتان إلا فى الرياضة فلم يكن لدينا فريق يصلح لتمثيل القرية مع أخذ موافقة من إدارة الشباب بالمركز.
حاول الشاعر تكوين نواه لنادى أدب و اصدار مجلة و تواضعت أماله فسماها نشرة .
لقد كان صيفا ساخنا من النشاط ولأننا كنا ما نزال طلابا بكلية التجارة وفى مواجهة اعداء النجاح قرر صديقى الانسحاب من المشهد تاركين عملا ناجحا .
اصدر الشاعر على صقر ديوانه الثانى " قلبى يحترق " ويكفيه من النجاح أن الشباب فى قريتنا عندما يفترقون وقتها يقولون " حتى نلتقى، قلبى يحترق " و لم ينس الشاعر على صقر أن يفرد صفحات لرسائل القراء للديوان السابق ونشر أجزاء من حوارى معه.
مازلت أذكر له قصيدة من الشعر الفكاهى كان منها
وشعرى فش كل قفل وكذا كل ترباس
و لا اعرف الأسباب التى جعلت الشاعر على صقر يتوقف بعد البداية الحماسية لكنها ظاهرة فى الكتابة نجد أن شاعرا لم يكتب إلا بيتا واحدا فخلده ومنهم من كتب قصيدة أو ديوان ثم توقف ومن الشعراء من يقضى عمره دون أن يجمع مادة تكمل ديوانا له قيمة
لعل هذه الكلمات تأخذ طريقها لقلب الشاعر على صقر فتعيد النهر إلى مجراه و الشاعر إلى منصته العالية .
طارق الصاوى خلف
تعليقات
إرسال تعليق