حب الكرة وراثة طارق الصاوى خلف

   حب الكرة وراثة 






لا اظن اننى لعبت كرة القدم قبل  العاشرة من عمرى ربما لأن الفرصة لم تتح فى حياتى الاولى بالاسكندرية فقد  حمل الشارع وقتها  تهديدا وجوديا لهواة الكرة فهم يلعبون و السيارات تمر بجوارهم فى الاتجاهين، كما أن سيطرة الأكبر سنا اجبرتنى أن  اكتفى بمشاهدة المباريات على تلفاز   عز وجوده  عند الكثير من الأسر، اعجبت  وقتها  ببوبو مدافع الاتحاد السكندري  الذى قيل لى انه يسكن بشارع قريب منا وكذلك شحته و عندما عادت الأسرة لقرية لشبراقاص بالغربية  و التحقت بمدرسة الوحدة المجمعة وجدت الرياح سانحة لمشاهدة اللاعبين وجها لوجه، أدى هذا الوضع  لانفعالي الشديد وحالة اندماج كاملة اجبرتنى أن أجرى على الخط بدون وعى ذهابا وإيابا مع الهجمات إذا اتجهت للمرمى أمام البرج أو ناحية الجمعية الزراعية، لفتت حركتى نظر المرحوم الكابتن رضا عامر  فاستوقنى و سألنى عن أسمى والنادى  الذى اشجعه تحدثت معه وانا منشغل عنه  مشتت الإنتباه  لاحظ فرط حركة شاقى فى الهواء وكأننى  أصوب الكرة ناحية المرمى فى رد فعل انعكاسى ، اعتقد أنه  تعاطف  معى أو  شعر بالقلق من توحدى مع مشهد أنا بالتأكيد خارحه، اخذنى من يدى  لاطفال يلعبون  بكرة شراب، أمرهم أن يشركونى معهم،  غمرتنى السعادة  عدت للمنزل فرحا صنعت كرتى الأولى  مزقت ملابس قديمة، حشوتها فى شرابى لم تكتمل  استدارتها  اخذت اشوطها واركض خلفها  حتى حارة الغنامية استوقفنى طفل، قال لى: لو معاك قرش اشترى  شلة خيط و لفه عليها علشان تبقى مدورة.

 عقد معى صفقة أنه سيشترى الخيط و يسقيها جلة وتصبح الكرة شركة بيننا تبيت عنده يوم وعندى اخر.

 ‏ خسرت فردة الشراب و ضاعت على الكرة لكننى تعلمت صنعها و  بفردة الشراب الباقية صنعت غيرها، بقىت المشكلة مع من ألعب؟

 ‏و لانى تعودت من الصغر على اختراع الحلول فقد  وجدت بكل شارع امر عليه من يلعبون الكرة،  واكتشفت  أماكن متسعة فى القرية مثل جرن السكن و جرن الكفرة ومنزل الجندى و الجرن المواجه للزاوية، تضج بعشاق الكرة  وفى كل منها وجدت  قريبا  أو شقيق لزميل دعمنى  عندما  اطلب  بأدب جم  اللعب، أجلس قرفصاء  على الخط فى انتظار الإشارة بالتبديل رغم فقدى كثير من مهارات اللعب  اعتمدت على  قدرتى فى تشتيت الكرة و صلابة  الالتحام مع المهاجم  و التصميم على قطعها كمدافع صلب  أما  أضعف حالاتى فهى  حراسة مرمى بدون  عارضة فقط ارتفاع يديك لأعلى هو المعيار  ولسوء الحظ أن تأدية دورى يتسبب   فى إهدار  نظافة ملابسى مع السقوط على  أرض متشبعة بملوحة يمتزج ترابها بالعرق، تجنبتاللعب  حافيا مخافة الإصابة، قصر عمر الحذاء الجلدى  نتيجة هواية شوط الزلط او الطوب الذى يصادفنى فى سيرى متوقعا أنه يقوى عضلاتى  والظريف أننا  ذهبنا  للنادى فى ليال قمرية  لنلعب  بكرة الصديق ابراهيم العكش الجلد الصفراء و قد امتنعت تماما عن مس  الكرة الشراب ليلا بعد اطلاعى  على مكيدة دبرها أحد الظرفاء باستبدال الكرة الشراب بأخرى بها حجارة أثناء رميات التماس، قررت سريعا أن انسحب و أخذت حذرى من لعب صيد الحمام حيث يطارد فريق آخر لمنعه من وضع سبع شقفات فوق بعضها ومن تصيبه الكرة يخرج من اللعبة.

لشهر  رمضان  فى لعب الكرة طقوس مختلفة نلعب من بعد صلاة الفجر حتى ارتفاع الشمس فى الأفق لكن مركز الشباب نظم دورة للاشبال بعد العصر   و اشتركت فى فريق  مكون نن  تسع لاعبين سبعة أساسى واثنان احتياطى، حالفنا الحظ فوصلنا المبارة النهائية،  ساد التعادل  شوطيها، لعبنا ضربات جزاء و كنت مبدعا فى ركنها وخداع الحارس بالكرة البلاستيكية  لكن الكرة cover التى اسميها الزلط لثقلها  على قدماى، تهربت من  التسديد  أصر الزملاء فى ظل نتيجة  ٥ الى ٤ ، تحتم  على إحراز الهدف ليستمر التعادل، موهت على الحارس بجسدى  اتجه  لزاوية و الكرة لأخرى لكنها قبل خط المرمى توقفت لضعف التسديدة أنها العتبة الفارقة بين الرغبة والقدرة لقد شاهدت المرحوم الكابتن رضا عامر  يحرز هدفا من تسديدة صاروخية من منتصف الملعب بعدما استفزه إحراز الفريق المنافس  لهدف مبكر فرد عليه فى لحظته،  و حرص  لقوة ركلته للكرة أن يتفادى فى التدريبات الشوط على المرمى و فضل الاختراق و الترقيص وامتاع الجمهور بفنه. و لازلت اتذكر مشهد حارس قرية الجعفرية العملاق تأخذه تسديدة  الكابتن رضا  لما بعد خط المرمى، أطلق الحكم صافرته محتسبا الهدف فى حارس طيار إقناعنا أنفسنا صغار أنه يشرب سبرتوا ليتمتع بهذه اللياقة والخفة . 

  تحديت  احباطى على رؤوس الاشهاد  بالتدريب   على رفع الكرة لتمر من فوق راس المهاجم، و كدت اثبت وجودى فى فريق أشبال شبراقاص كمدافع جهة اليمين نفس مكان الكابتن الاستاذ  عبد الفتاح شلبى   قدوتى  فى صلابته و قوة انقضاضه خاصة أمام المنطقة 

 اشركنى مدرب الفريق رحمه ال،له فى بداية مبارة  استعراضية  للاشبال قبل مبارة نهائى كأس المرحوم عادل الراعى، تعمدت اظهار  مهارتى فى  الترقيص،  تمرير الكرة فوق الرؤوس أفلحت فى المرة الأولى وانفعل الجمهور وصفق لى،وقعت  الكارثة  فى الثالثة، قطع المهاجم الكرة براسه وتخطانى، حققت  لشعارا تبنيته كمدافع"  الكرة تعدى أما جسم اللاعب لا" ارتكبت خطأ متعمد، احسبت ضربة جزاء و طردنى الحكم   لخطورة اللعبة الخشنة على الخصم من يومها لم اظهر فى تشكيلة القرية لكن الأمر المؤكد أن انفعالى اثناء مشاهدة المباريات على التلفاز صار فى أدنى مستوى له حتى أننى لم اعد مهتما بتشجيع اى فريق و صرت اندهش من الذين يقفون غضبا أو تعصبا  وربما لمتهم جهرا أو فى نفسى ونسيت توحدى أثناء متابعة مجرى اللعب. رحم ألله من هدانى لممارسة لعبة كرة القدم كدواء حتى اوصلتنى للشفاء من متلازمة حركية.

   طارق الصاوى خلف لعب الكرة داء و دواء دك ك(١)


لا اظن اننى لعبت كرة القدم قبل  العاشرة من عمرى ربما لأن الفرصة لم تتح فى حياتى الاولى بالاسكندرية فقد  حمل الشارع وقتها  تهديدا وجوديا لهواة الكرة فهم يلعبون و السيارات تمر بجوارهم فى الاتجاهين، كما أن سيطرة الأكبر سنا اجبرتنى أن  اكتفى بمشاهدة المباريات على تلفاز   عز وجوده  عند الكثير من الأسر، اعجبت  وقتها  ببوبو مدافع الاتحاد السكندري  الذى قيل لى انه يسكن بشارع قريب منا وكذلك شحته و عندما عادت الأسرة لقرية لشبراقاص بالغربية  و التحقت بمدرسة الوحدة المجمعة وجدت الرياح سانحة لمشاهدة اللاعبين وجها لوجه، أدى هذا الوضع  لانفعالي الشديد وحالة اندماج كاملة اجبرتنى أن أجرى على الخط بدون وعى ذهابا وإيابا مع الهجمات إذا اتجهت للمرمى أمام البرج أو ناحية الجمعية الزراعية، لفتت حركتى نظر المرحوم الكابتن رضا عامر  فاستوقنى و سألنى عن أسمى والنادى  الذى اشجعه تحدثت معه وانا منشغل عنه  مشتت الإنتباه  لاحظ فرط حركة شاقى فى الهواء وكأننى  أصوب الكرة ناحية المرمى فى رد فعل انعكاسى ، اعتقد أنه  تعاطف  معى أو  شعر بالقلق من توحدى مع مشهد أنا بالتأكيد خارحه، اخذنى من يدى  لاطفال يلعبون  بكرة شراب، أمرهم أن يشركونى معهم،  غمرتنى السعادة  عدت للمنزل فرحا صنعت كرتى الأولى  مزقت ملابس قديمة، حشوتها فى شرابى لم تكتمل  استدارتها  اخذت اشوطها واركض خلفها  حتى حارة الغنامية استوقفنى طفل، قال لى: لو معاك قرش اشترى  شلة خيط و لفه عليها علشان تبقى مدورة.

 عقد معى صفقة أنه سيشترى الخيط و يسقيها جلة وتصبح الكرة شركة بيننا تبيت عنده يوم وعندى اخر.

 ‏ خسرت فردة الشراب و ضاعت على الكرة لكننى تعلمت صنعها و  بفردة الشراب الباقية صنعت غيرها، بقىت المشكلة مع من ألعب؟

 ‏و لانى تعودت من الصغر على اختراع الحلول فقد  وجدت بكل شارع امر عليه من يلعبون الكرة،  واكتشفت  أماكن متسعة فى القرية مثل جرن السكن و جرن الكفرة ومنزل الجندى و الجرن المواجه للزاوية، تضج بعشاق الكرة  وفى كل منها وجدت  قريبا  أو شقيق لزميل دعمنى  عندما  اطلب  بأدب جم  اللعب، أجلس قرفصاء  على الخط فى انتظار الإشارة بالتبديل رغم فقدى كثير من مهارات اللعب  اعتمدت على  قدرتى فى تشتيت الكرة و صلابة  الالتحام مع المهاجم  و التصميم على قطعها كمدافع صلب  أما  أضعف حالاتى فهى  حراسة مرمى بدون  عارضة فقط ارتفاع يديك لأعلى هو المعيار  ولسوء الحظ أن تأدية دورى يتسبب   فى إهدار  نظافة ملابسى مع السقوط على  أرض متشبعة بملوحة يمتزج ترابها بالعرق، تجنبتاللعب  حافيا مخافة الإصابة، قصر عمر الحذاء الجلدى  نتيجة هواية شوط الزلط او الطوب الذى يصادفنى فى سيرى متوقعا أنه يقوى عضلاتى  والظريف أننا  ذهبنا  للنادى فى ليال قمرية  لنلعب  بكرة الصديق ابراهيم العكش الجلد الصفراء و قد امتنعت تماما عن مس  الكرة الشراب ليلا بعد اطلاعى  على مكيدة دبرها أحد الظرفاء باستبدال الكرة الشراب بأخرى بها حجارة أثناء رميات التماس، قررت سريعا أن انسحب و أخذت حذرى من لعب صيد الحمام حيث يطارد فريق آخر لمنعه من وضع سبع شقفات فوق بعضها ومن تصيبه الكرة يخرج من اللعبة.

لشهر  رمضان  فى لعب الكرة طقوس مختلفة نلعب من بعد صلاة الفجر حتى ارتفاع الشمس فى الأفق لكن مركز الشباب نظم دورة للاشبال بعد العصر   و اشتركت فى فريق  مكون نن  تسع لاعبين سبعة أساسى واثنان احتياطى، حالفنا الحظ فوصلنا المبارة النهائية،  ساد التعادل  شوطيها، لعبنا ضربات جزاء و كنت مبدعا فى ركنها وخداع الحارس بالكرة البلاستيكية  لكن الكرة cover التى اسميها الزلط لثقلها  على قدماى، تهربت من  التسديد  أصر الزملاء فى ظل نتيجة  ٥ الى ٤ ، تحتم  على إحراز الهدف ليستمر التعادل، موهت على الحارس بجسدى  اتجه  لزاوية و الكرة لأخرى لكنها قبل خط المرمى توقفت لضعف التسديدة أنها العتبة الفارقة بين الرغبة والقدرة لقد شاهدت المرحوم الكابتن رضا عامر  يحرز هدفا من تسديدة صاروخية من منتصف الملعب بعدما استفزه إحراز الفريق المنافس  لهدف مبكر فرد عليه فى لحظته،  و حرص  لقوة ركلته للكرة أن يتفادى فى التدريبات الشوط على المرمى و فضل الاختراق و الترقيص وامتاع الجمهور بفنه. و لازلت اتذكر مشهد حارس قرية الجعفرية العملاق تأخذه تسديدة  الكابتن رضا  لما بعد خط المرمى، أطلق الحكم صافرته محتسبا الهدف فى حارس طيار إقناعنا أنفسنا صغار أنه يشرب سبرتوا ليتمتع بهذه اللياقة والخفة . 

  تحديت  احباطى على رؤوس الاشهاد  بالتدريب   على رفع الكرة لتمر من فوق راس المهاجم، و كدت اثبت وجودى فى فريق أشبال شبراقاص كمدافع جهة اليمين نفس مكان الكابتن الاستاذ  عبد الفتاح شلبى   قدوتى  فى صلابته و قوة انقضاضه خاصة أمام المنطقة 

 اشركنى مدرب الفريق رحمه ال،له فى بداية مبارة  استعراضية  للاشبال قبل مبارة نهائى كأس المرحوم عادل الراعى، تعمدت اظهار  مهارتى فى  الترقيص،  تمرير الكرة فوق الرؤوس أفلحت فى المرة الأولى وانفعل الجمهور وصفق لى،وقعت  الكارثة  فى الثالثة، قطع المهاجم الكرة براسه وتخطانى، حققت  لشعارا تبنيته كمدافع"  الكرة تعدى أما جسم اللاعب لا" ارتكبت خطأ متعمد، احسبت ضربة جزاء و طردنى الحكم   لخطورة اللعبة الخشنة على الخصم من يومها لم اظهر فى تشكيلة القرية لكن الأمر المؤكد أن انفعالى اثناء مشاهدة المباريات على التلفاز صار فى أدنى مستوى له حتى أننى لم اعد مهتما بتشجيع اى فريق و صرت اندهش من الذين يقفون غضبا أو تعصبا  وربما لمتهم جهرا أو فى نفسى ونسيت توحدى أثناء متابعة مجرى اللعب. رحم ألله من هدانى لممارسة لعبة كرة القدم كدواء حتى اوصلتنى للشفاء من متلازمة حركية.

   طارق الصاوى خلف    

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة فى ديوان لا تنشد المحتاج للشيخ حمدان الترابين لطارق الصاوى خلف

مطلع العام الثامن والخمسون مع وقفات فى حياتى طارق الصاوى خلف ‏

رسالة لرائد الخير " سامح مدحت" فى ذكراه الرابعة طارق الصاوى خلف