لعب الكرة داء ودواء(٢)

   ‏قال العارفون: احفظ أعضاء جسدك فى الصغر تستند عليها عند الكبر .

   ‏ازعم أننى أنهكت ساقى حتى وصلت الاربعين من العمر اعاني خشونة و ألم الفقرات و المفاصل والعضلات والحمد لله رافع السماوات على ما أنا فيه حيث لم استمع للنصيحة و كلما رأيت تقسيمة للكرة بأى مكان طلبت أن ألعب، و  وجدت من يعيننى و يخرج ليحقق رغبتى أو يغير أحدا من فريقه، لقد علمتنى رغبتى فى لعب الكرة مصادقة الجميع و نمت الناحية الاجتماعية لدى و اخرجتنى من نطاق شبراقاص للقرى المجاورة للعب بها لعبت فى الجرن المواجه للكريدى بشبرابيل  و فى المدرسة الابتدائية بكفر سالم وفى ملعب ميت غزال و رحم الله الاخ  العزيز سامى ظاهر  فقد ذهبت بصحبته مع خمسة اصدقاء للعب مع فريق يقوده الموهوب  على تركى سرنا على الأقدام خمسة كيلو  . واجهتنا مع وصولنا مفاجأة مدهشة من عدد الجمهور الذى أتى لتشجيع فريقه  والحماس فى مبارة ودية.

   ‏وضعنا خطة فى المشاور الطويل أن نخترق شباكهم من ضربة البداية يتبادل الكرة سامى و مبروك بينما يركض درويش لمنطقة الجزاء لبتسلم الكرة و يودعها المرمى، خطفنا هدفا ، طرنا فرحا و اشتاط أصحاب الأرض غضبا،  استبسل المرحوم سامى ظاهر فى اللعب كقلب دفاع انتهى الشوط الأول و شربنا شاى فى الاستراحة، و اتفقنا أن تنهى المبارة متعادلين لإرضاء أصحاب الأرض والضيافة.

 عرفنا فى مرحلة مبكرة أن لاعب الكرة فى اى نادى لا يحق له اللعب فى اى مكان أو اى وقت بدون إذن مدربه حفاظا على لياقته وسلامته قاعدة اعض البنان الان أننى لم اتبعها و اتجاهل  طقسا يوميا بعد خروجنا من المدرسة الاعدادية فى كفر سالم نلعب  قبل العودة إلى المنزل، تحملت التأنيب واللوم، اضطررت للكذب واغواء زملاء اعزاء  بأن نذهب للنادى بدلا من المذاكرة و حدث يوما  فى الصف الثالث الاعدادى أننا بدأنا اللعب بعد العصر و لذوبان عقل  الفرد فى ضمير الجماعة  فقد جرى أحدنا نحو طلمبة لشرب الماء على الجهة الأخرى من الطريق الزراعى الملاصق للملعب تبعه قطار دون الالتفات للسيارات القادمة و لسوء الحظ صدمت سيارة بيجو سبعة راكب صديقنا م . ج   أصيب  والحمد لله برضوض بسيطة وامسكنا بالسائق وسحبناه حتى اوصلناه لأهل صديقنا ليروا فيه مايروق لهم لكنهم كانوا كراما وتركوه يواصل مشواره.

اقسم  رفيق درب  حرفت وجهته  عصرا من السير بجوار السكة الحديد  للمذاكرة  للعب الكرة  فوقعت الحادثة  فاتخذها مطيه الخصام خوفا على مستقبله. 

رفيق دكة بالصف الثانى الثانوى  أخبرته على محطة القطار فى شبراقاص أننى لن اذهب للمدرسة فى السنطة بل لطنطا للعب فى الاستاذ بدورة مجمعة  لثمان فرق تحت ١٤ و ١٧ عام، فى الاستاذ طلب منى إدارى الفريق اللعب تحت ١٤ عام رغم أنى  فى عامى السادس عشر ترددت  وصمت، خفف من رفضى أن جميع الفرق لعبت فى السن وقدمت أوراقا بتاريخ مواليد لا تتناسب مع الحقيقة، اختلف اللعب فى الاستاذ كثيرا كثيرا فالمساحات شاسعة لم نعتد عليها و عدد أحد عشر فردا فى الفريق تجربة لم نتخيلها، قررت الاكتفاء بالحركة  بنصف الملعب  أمام مرمانا كباك  يمين لتوفير  الجهد و فى أول لمسة لى على النجيل الطبيعى تزحلقت أمام المهاجم  وقعت و اوقعته  وفى كرة ثانية اخدت أجرى حتى منتصف الملعب دون أن يقترب منى أحد لأمررها له حتى الفريق المنافس تكاسل لاعبوه عن قطعها، اجبرونى على الجرى مشوارا  حتى خط الجزاء أسلمتها لمهاجمنا  فضيعها.

 طلبت التغيير فى الاستراحة فلم انله،  اخذت علقة ساخنة من كثرة الجرى و الصراخ على فريق دفعتنى الصدفة  كابتنا له، شعرت بالسعادة و الحظ يخالف المنافس  فاز  رحمة بنا لأننا فقدنا الطاقة والرغبة فى مباراة تالية   لمباراة فريقنا تحت ١٧ الذى لحقت به  الخسارة رغم الأداء المشرف.

وجدت رفيق المقعد الدراسى ينتظرنى على محطة القطار الواصل تمام الثانية والنصف من طنطا، ليحذزنى من غضبة أبى لتاخرى عن العودة.

لمواجهة الموقف ولفت سيناريوهات لتبرير تأخرى عن العودة وليس غيابى عن مدرسة حكم على فيها مدرس تربية رياضية فى مباراة بين الطلاب واساتذتهم أن لا أمس كرة فيها لاننى مررت الكرة بين قدميه امسك ياقتى و صفعنى مرات وانا اتظاهر بالضحك.

لقد افادنى رحمه الله بهذا القرار فى بداية الثانوية العامة فاقلعت عن هذا المسار  لحين الانتهاء من معركة العمر الحاسمة.

 اليوم عندما احكى لأحد عن لعبى الكرة ينظر بدهشة لعرج ساقى لا اجد لدى رغبة لاقص عليه كم ضربات نالت من عظامى لانى لم اتخير من العب معهم هذه الإصابات التى أنكرت تأثيرها وقتها مازلت احس بوجعها و اقول لنفسى لم ارحمها فى الصغر وضيغت فرصة مساعدتها لى الكبر

 ‏طارق الصاوى خلف  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة فى ديوان لا تنشد المحتاج للشيخ حمدان الترابين لطارق الصاوى خلف

مطلع العام الثامن والخمسون مع وقفات فى حياتى طارق الصاوى خلف ‏

رسالة لرائد الخير " سامح مدحت" فى ذكراه الرابعة طارق الصاوى خلف