من ذكريات الطفولة يوم العبور للنصر طارق الصاوى خلف
كنت طفلا فى الصف الثالث الابتدائى بمدرسة الوحدة المجمعة بشبراقاص فى الحصة الثالثة من الفترة المسائية حين دق الجرس و مر على الفصول مدرس الالعاب طالبا منا سرعة العودة لمنازلنا عبرت الطريق الزراعى وسرت فى شارع المدرسة القديمة ثم شارع الجامع الكبير واتتنى اصوات تكبيرات من المنازل رأيت الرجال بضعون الراديو الترانستور الصغير على اذانهم و لم تكن فى البلد كهرباء أو اجهزة تلفزيون عندما صدر البيان الاول معلنا كسر وقف اطلاق النار حتى وصلت لمنزلنا على اطراف القرية امامنا زراعة وخلفنا حقل نظرت للسماء الصافية القيت حقيبتى الجلدية و رميت المريلة جريت للجامع الكبير انتظر اذان مغرب اليوم العاشر من رمضان حيث منتدى القرية اليومى فى ساعة العصارى الذى تطيب فيه الجلسة تحت اشجار الكافور والجزورين فى ممشى المسجد اما فى صحنه فقد استبدل ابى رحمه الله" امام المسجد" درس العصر بحلقة قراءة القرآن وختمه حيت كلف كل رجل بجزء أتى خبر البيان المنتظر مع أحد رواد المسجد القادمين من بيته بعد سماعه مباشرةظ الذى نزل بردا وسلاما على المصريين اجمعين و بشرهم بنجاح الضربة الجوية واذهله اذهلنا عدد الطائرات المشاركة فيه كما زف لنا نجاح قواتنا بالعبور للضفة الشرفية ارتفعت التكبيرات تلقائيا من جنبات المسجد تعانق الزغاريد من للمنازل المجاورة انهمك الرجال بقراءة القرآن بخشوع اكبر تفيض من أعينهم دموع الفرح والرجاء من ينتهى من تلاوة جزءه يعيد المصحف بعد تقبيله لمكانه و مع إتمام الرجال ختم القران، اتجه ابى للقبلة و شمر ذراعيه و رفع كفيه للسماء وفتح الله عليه بالدعاء و زاد تأمين الحضور فبكت العيون تذللا للعزيز الجبار الواحد القهار الناصر المعز ان ينصر جنودنا الصائمين وان يقهر عدونا الظالم الغاشم وان يحفظ جيشنا ويوفق رئيسنا ويحمى بلادنا بح صوت ابى و لم يكف حتى نبهه أحدهم لاذان المعرب ، لم اشعر برغبة فى الطعام. ولا أظن اننى كنت يومها صائما لكننى متأكد بعد مرور هذه الاعوام اننى فى اليوم التالى قررت الصيام اقتداء بالجنود الذين أصروا على الصيام رغم أنه يحل لهم الافطار .
طارق الصاوى خلف
تعليقات
إرسال تعليق